بحث

مقابلة مع السفير البابوي في البرازيل على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب ٣٠ مقابلة مع السفير البابوي في البرازيل على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب ٣٠ 

مقابلة مع السفير البابوي في البرازيل على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب ٣٠

على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ كوب ٣٠ المنعقد في بيليم بالبرازيل، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في برازيليا المطران جانباتيستا دي كواترو والذي يشغل أيضا منصب نائب لرئيس البعثة الفاتيكانية إلى القمة، التي يقودها الكاردينال بارولين، مشددا على أن الكرسي الرسولي يسعى إلى تقديم إسهام خلقي، وتوجيه رسالة ترتكز إلى التضامن الإنساني.

استهل سيادته حديثه الصحفي متمنيا أن تفضي القمة الدولية بشأن المناخ – التي تنهي أعمالها هذا الجمعة – إلى التزام واضح ومتجدد في مبدأ تعددية الأطراف من أجل استئناف الحوار ومواجهة التحديات والمشاكل المطروحة أمامنا بروح من الانفتاح والثقة والتعاون، بما في ذلك ظاهرة التبدلات المناخية، التي تحمل انعكاسات سلبية على شرائح المجتمع الأكثر ضعفاً وهشاشة. وأكد أيضا أن الكرسي الرسولي يريد في الآن معا أن توفر الحماية للخليقة وللشخص البشري، استنادا إلى كرامته التي وهبها إياه الله.

بعدها قال المطران دي كواترو إن وفد الكرسي الرسولي إلى القمة ضم شخصيات من مختلف المؤسسات والدوائر التابعة للكرسي الرسولي ولدولة حاضرة الفاتيكان، لاسيما من أمانة سر الدولة، دائرة الثقافة والتربية، دائرة الخدمة البشرية المتكاملة، دائرة التواصل وحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان وغيرها من الدوائر. ولفت أيضا إلى اللقاءات العديدة التي عُقدت على هامش القمة مع ممثلين عن الدول والمنظمات غير الحكومية، كما مع شخصيات كنسية من بينها تسعة كرادلة وستة وثلاثون أسقفاً، هذا ما يعكس الشركة الكنسية أيضا خلال قمة بيليم حول المناخ.

هذا ثم أشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الإسهام الذي يقدمه الكرسي الرسولي على صعيد المناخ وحماية البيئة يستند إلى تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، خصوصا وأن الأزمة المناخية ليست مشكلة تقنية بحتة، إذ إن لديها أيضا بعداً خلقياً، وذكّر في هذا السياق بأننا مدعوون إلى أن نكون حراساً لأخوتنا، ولذا ثمة حاجة إلى مسؤولية خلقية حيال الخليقة أيضا. من هذا المنطلق، تابع سيادته يقول، شاء الكرسي الرسولي أن يذكّر المشاركين في القمة بمركزية الكرامة البشرية، وهذا يتم من خلال توجيه دعوة إلى الإخذ في عين الاعتبار الوجه الإنساني للأزمة المناخية، وهذا ما تحدث عنه أيضا البابا لاون الرابع عشر في الرسالة التي وجهها إلى المؤتمرين لأيام قليلة خلت.

تابع السفير البابوي في البرازيل حديثه مشيرا إلى أن الكرسي الرسولي، وفي هذا الزمن المطبوع بالصراعات المأساوية، يذكّر الجميع بالترابط القائم بين مبدأي الاعتناء بالخليقة والبحث عن السلام، مضيفا أنه يوجد ترابط أيضا بين الحروب والقضاء على البيئة، ولذا اعتبر البابا أن حماية الخليقة هي شرط أساسي لاستنبات السلام. وقال سيادته إنه انطلاقاً من هذه القناعة يسعى الكرسي الرسولي إلى عملية انتقال عادلة، ويشدد على ضرورة الاستمرار في الإنجازات التي تحققت خلال قمة المناخ الثامنة والعشرين، من بينها الالتزام في الانتقال من المحروقات الأحفورية، كما لا بد من إيلاء اهتمام خاص بالمجتمعات التي تعاني من نتائج التبدلات المناخية، وتلبية احتياجاتها.

لم تخل كلمات سيادته من التوقف عند أهمية قيام ألية مالية دولية أكثر انصافاً خصوصا وأن المجتمعات الفقيرة هي الأكثر هشاشة إزاء التبدلات المناخية، معتبرا أن التضامن الأصيل ينبغي أن يسعى إلى منظومات مالية استنادا إلى الأخوّة. وذكّر السفير البابوي بأن الكرسي الرسولي دعا، خلال سنة اليوبيل، إلى إلغاء الديون الخارجية التي ترزح تحت وطأتها البلدان الفقيرة، مشيرا إلى أن هذا الإجراء هو شرط أساسي من أجل مساعدة هذه الدول على مواجهة الأزمة المناخية. ولفت في الختام إلى أن الكرسي الرسولي اتخذ الإجراءات الكفيلة في خفض انبعاث الغازات الدفيئة، وأطلق مبادرات في مجال التربية على الإيكولوجيا المتكاملة تعود بالفائدة على الصعيد الخلقي والاجتماعي.

21 نوفمبر 2025, 13:03