إطلاق المؤسسة الفاتيكانية Fratelli Tutti: مقابلة مع الكاردينال ماورو غامبيتي
المؤسسة الفاتيكانية الناشئة ستُعنى إذا بالقضايا المرتبطة بالتنشئة والحوار والفن المقدس والاقتصاد والشبان والشركات الناشئة، وقد أعلن عن تأسيسها الكاردينال غامبيتي الذي هو أيضا نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان ورئيس مشغل القديس بطرس، لافتا إلى وجود كلمات دالة ثلاث تسمح لنا بأن نبني المستقبل مع بعضنا البعض، ألا وهي: حوار، لقاء ومقاسمة. مؤسسة "فراتيلي توتي" ستسعى إلى اتّباع النهج الذي خطّه البابا فرنسيس تماشيا مع المسار السينودسي.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاردينال غامبيتي الذي أوضح أن المؤسسة ستباشر عملها مطلع العام المقبل، من خلال إطلاق مبادرات في مجال الفن المقدس. ثم ستقوم بنشاطات أخرى متنوعة تتعلق بالتنشئة، بمشاركة شخصيات من عالم الأعمال والمؤسسات وأيضا من الحقل السياسي. إذا لن يقتصر عمل المؤسسة على الدوائر الفاتيكانية وحسب لأنها ستُقدم فسحة مفتوحة أمام العالم، من أجل تحديد مسار مشترك نحو المستقبل، وتحفيز الحوار بشأن مختلف المواضيع التي تعني الإنسان اليوم، بشكل ينسجم مع تعاليم البابا فرنسيس.
هذا ثم أشار نيافته إلى أن الفكرة أبصرت النور في أسيزي قبل أن يكتب البابا رسالته العامة "فراتيلي توتي"، ووُلدت كرغبة في الغوص أكثر داخل المشاكل والقضايا الآنية، التي يختبرها الأشخاص في حياتهم اليومية. وأضاف أن ذلك ينبغي أن يتمّ ضمن روح الحوار والتلاقي والمقاسمة كي نتمكن من بناء المستقبل معا. وهكذا نستطيع أن نُترجم بطريقة خلاقة ومبتكرة المُثُل والقيم التي يحملها الإنسان في داخله. ولفت إلى أن كل شخص يواجه خطر الانجرار وراء التيارات الاقتصادية والمناخية والسياسية والاجتماعية. وبغياب الضمير والأنسنة الأخوية، يصبح الانحطاطُ مصير الناس، هذا الانحطاط المضر بالأشخاص، عندما يعيش كل فرد ضمن عالمه الخاص، ويفكر بنفسه وحسب وبمصالحه الخاصة، وهكذا يصير العيش في هذا العالم أمرا مستحيلا.
تابع الكاردينال غامبيتي قائلا إنه بعد أن كتب البابا فرنسيس رسالته العامة، وهي النظرة التي ينبغي أن نعمل من أجلها، تحولت هذه الرغبة من مجرد حلم إلى رؤية ومثال. واليوم لا بد أن نترجمها على أرض الواقع من خلال إطلاق النشاطات. وأوضح في هذا السياق أن مؤسسة "فراتيلي توتي" تضم ممثلين عن مختلف الدوائر الفاتيكانية، وغير الفاتيكانية، المعنية بالمسائل الكبرى المرتبطة بحياة الإنسان. المؤسسة تُبصر النور في الفاتيكان، لكنها في الواقع منفتحة على العالم كله. لذا إنها ترغب في إشراك العديد من الأطراف الأخرى، كجمعيات المجتمع المدني وعالم الأعمال والمؤسسات من أجل التخطيط معاً لمسارات نريد إطلاقها. ولفت نيافته – على سبيل المثال – إلى أن المشاريع التربوية موجهة إلى شرائح المجتمع كافة، لا الشبان وحسب، إنما أيضا إلى الأشخاص الذين يشغلون مناصب مسؤولة في مختلف القطاعات، بما في ذلك السياسة.
ردا على سؤال حول الثمار المرجوة من هذه المؤسسة الجديدة، قال نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان إن العمل سيبدأ العام المقبل في مجال الفن والروحانيات، وبعدها ستُطلق نشاطات في مجال التنشئة انطلاقا من الشباب. ويمكن أن تُنظَّم أسابيع من اللقاءات تسمح للأشخاص بالتلاقي والمقاسمة والتفكير معاً حول بعض القضايا الراهنة. وأشار نيافته في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني إلى أنه يمكن التفكير اليوم بآلية جديدة لممارسة العمل السياسي، آلية تكون بعيدة النظر، وتساعدنا على أن نتصور معا المستقبل الذي نريد والمجتمعات التي نرغب في العيش فيها.