البابا يبرق معزيا بوفاة الكاردينال لوسيان موريسان البابا يبرق معزيا بوفاة الكاردينال لوسيان موريسان 

البابا يبرق معزيا بوفاة الكاردينال لوسيان موريسان

وافت المنية يوم الخميس الفائت الكاردينال الروماني لوسيان مورسيان الذي رحل عن عمر ناهز الأربعة والتسعين عاماً وكان رئيس أساقفة لكنيسة الروم الكاثوليك في رومانيا، وشاهداً على حقبة الاضطهاد التي عاشتها الكنيسة في ظل الحكم الشيوعي. سيم كاهنا، سراً، في العام ١٩٦٤، ثم أسقفاً عام ١٩٩٠ بعد سقوط نظام تشاوشيسكو، وفي العام ٢٠١٢ اعتمر القبعة الكاردينالية من يد البابا بندكتس السادس عشر وذلك عن عمر ثمانين عاما.

على أثر وفاة الكاردينال مورسيان وجه البابا لاون الرابع عشر برقية تعزية إلى رأس كنيسة الروم الكاثوليك في إوكرانيا وأعضاء السينودس كتب فيها أنه لدى تلقيه نبأ وفاة الكاردينال مورسيان، رئيس أساقفة فاغارش وألبا يوليا للرومانيين، شاء التعبير عن قربه من الكهنة والمؤمنين المنتمين إلى كنيسة الروم الكاثوليك، لافتا إلى أن نيافته كان أباً ومرشداً لهذه الكنيسة، كما عبر البابا لاون عن قربه من عائلة الفقيد ومن جميع من يبكون على رحيله.

هذا ثم عبر الحبر الأعظم عن شكره لله على الشهادة النموذجية لهذا الابن الأمين للكنيسة، الذي لم يتزعزع حتى في أوقات الاضطهاد. وكتب أنه يتذكر بإعجاب الصعوبات والإهانات التي تحملها بشجاعة خلال سنوات المحن، عندما واصل خدمته للمسيح من خلال الخدمة الرعوية حتى على حساب حريته الشخصية. وقد كشف كهنوته، المتميز بالصبر والتفاني الإنجيلي، عن محبة لا تتزعزع للمسيح وللكنيسة، وأضاء درب أجيال من المؤمنين.

ختم البابا لاون الرابع عشر برقية التعزية مشيرا إلى أنه يرفع صلواته من أجل روح هذا الخادم الصالح والساهر، الذي كان وفياً لشعاره وعرف كيف يهب حياته حتى في الألم، مستسلماً بثقة للآب السماوي. وأضاف الحبر الأعظم أنه واثق بأن الراحل سيُقبَل في فرح الملكوت الأبدي برفقة الشهداء والطوباويون في كنيسة الروم الكاثوليك في رومانيا. ومنح البابا بركاته الرسولية كل من يشاركون في مراسم الجنازة، وجميع الأشخاص المتألمين بسبب فقدانه.

مع رحيل الكاردينال مورسيان تفقد الكنيسة أحد أبرز الشهود على سنوات الاضطهاد والنشاط السري اللذين عاشتهما خلال الحكم الشيوعي، الذي سقط في العام ١٩٨٩. وقد كان آخر كاردينال روماني على قيد الحياة، وثاني راعٍ يُمنح رتبة الكاردينالية بعد سلفه ألكسندرو توديا. وقبل هذين الكاردينالين كان قد تم تعيين يوليو هوسّو كاردينالاً في كونسيستوار العام ١٩٦٩، وكان هذا الأخير شهيدا للإيمان خلال الاضطهاد الشيوعي. بيد أن البابا بولس السادس أبقى تعيينه سريا، ولم يُعلن عنه إلا بعد وفاته في شهر أيار مايو عام ١٩٧٠، وذلك في كونسيستوار العام ١٩٧٣. برحيل الكاردينال مورسيان أصبح مجمع الكرادلة يتألف من مائتين وسبعة أربعين كاردينالا، من بينهم مائة وثمانية وعشرون كاردينالا ناخباً، ممن لم يتخطوا سن الثمانين، ومائة وتسعة عشر كاردينالا، لا يحق لهم انتخاب البابا لأنهم بلغوا سن الثمانين.

وُلد الكاردينال مورسيان في الثالث والعشرين من أيار مايو ١٩٣١ في ترانسيلفانيا، وترعرع في كنف عائلة كانت تتألف من اثني عشر ابنا. بعد قرار حلّ الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، أي كنيسة الروم الكاثوليك في رومانيا، عام ١٩٤٨ اضطرّ إلى ترك دراسته والتخلي عن رغبته في أن يصبح كاهنا. عام ١٩٥٥ سمح أسقف ألبا يوليا مارتون آرون، استثنائيا، بقبول خمسة شبان من كنيسة الروم الكاثوليك في المعهد الإكليريكي التابع للكنيسة الكاثوليكية ذات الطقس اللاتيني وكان مورسيان واحدًا منهم وهكذا بدأ مسيرته التي استمرت طيلة سبعين عاما وتميزت بالخدمة والاستلام لمشيئة الآب كما كتب عنه البابا لاون الرابع عشر.

27 سبتمبر 2025, 12:53