البابا لاوُن الرابع عشر يسلط الضوء في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي على عيد ارتفاع الصليب المقدس
استهل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قائلا تحتفل الكنيسة اليوم بعيد ارتفاع الصليب المقدس وتحيي ذكرى عثور القديسة هيلانة على خشبة الصليب في أورشليم في القرن الرابع، وذكرى إعادة هذه الذخيرة الثمينة إلى المدينة المقدسة، على يد الامبراطور هرقل.
وأضاف الأب الأقدس ولكن ما معنى أن نحتفل اليوم بهذا العيد؟ وقال إن الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيا يساعدنا كي نفهم ذلك (راجع يوحنا ٣، ١٣ – ١٧). وأشار إلى أن المشهد يحدث ليلاً: نيقوديمس، أحد رؤساء اليهود، شخص مستقيم ومنفتح (راجع يوحنا ٧، ٥٠ -٥١)، جاء ليلتقي يسوع. كان يحتاج إلى نور، إلى هداية: كان يبحث عن الله وطلب المساعدة من يسوع المعلّم، لأنه رأى فيه نبيًا، إنسانا يصنع آيات عجيبة. وقد استقبله الرب وأصغى إليه، وكشف له في النهاية أن ابن الإنسان يجب أن يُرفع "لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن" (يوحنا ٣، ١٥)، ثم أضاف "فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة" (يوحنا ٣، ١٦). وأشار البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى أن نيقوديمس ربما لم يفهم تماما في تلك اللحظة معنى هذه الكلمات، وسيفهمها بالتأكيد عندما، وبعد الصّلب، ساعد في دفن جسد المخلّص (راجع يوحنا ١٩، ٣٩): سيفهم أن الله، وكي يفتدي البشر، صار إنسانا ومات على الصليب.
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر كلمته قائلا إن يسوع تكلم على هذا مع نيقوديمس، مشيرا إلى حادثة في العهد القديم (راجع سفر العدد ٢١، ٤ – ٩)، حين هاجمت الحيّات السّامة بني إسرائيل في البرية، وكانوا ينجون بالنظر إلى الحية النحاسية التي صنعها موسى وجعلها على سارية، كما أمره الله. وأضاف البابا لاوُن الرابع عشر يقول في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي إن الله خلّصنا وأظهر لنا نفسه، وقدّم ذاته رفيقًا لنا، معلّمًا، طبيبًا، صديقًا، حتى أنه صار من أجلنا خبزًا مكسورًا في الافخارستيا. ولكي يتمم هذا العمل استخدم إحدى أقسى أدوات الموت التي اخترعها الإنسان، وهي الصليب. ولهذا، نحتفل اليوم بعيد بارتفاع الصليب: من أجل محبة الله العظيمة إذ عانق الصليب من أجل خلاصنا، وحوّله من أداة موت إلى وسيلة حياة، وعلّمنا أن لا شيء يمكن أن يفصلنا عنه (راجع روما ٨، ٣٥ – ٣٩)، وأن محبته لنا أكبر من خطيئتنا.
وفي ختام كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد الرابع عشر من أيلول سبتمبر، عيد ارتفاع الصليب المقدس، قال البابا لاوُن الرابع عشر لنطلب بشفاعة مريم، الأمّ الحاضرة على الجلجلة قرب ابنها، أن تتجذر وتنمو فينا محبته الخلاصية، وأن نتعلم نحن أيضا أن نبذل أنفسنا بعضنا لبعض، كما بذل نفسه بالكامل للجميع.
