بحث

فلسطين: "ليالي عيد الميلاد" في الطيبة: العودة إلى جذور الفرح المسيحي فلسطين: "ليالي عيد الميلاد" في الطيبة: العودة إلى جذور الفرح المسيحي 

فلسطين: "ليالي عيد الميلاد" في الطيبة: العودة إلى جذور الفرح المسيحي

تستعد بلدة الطيبة الفلسطينية، ذات الأغلبية المسيحية، والتي تهتز بين الحين والآخر بفعل عنف المستوطنين الإسرائيليين، لاستقبال ميلاد يسوع من خلال مبادرات روحية واجتماعية وثقافية. يقول كاهن رعية الكنيسة اللاتينية: "الإيمان يولد من قلب الجراح، ويثمر سلامًا ورجاءً على الرغم من قسوة الظروف".

إيمانٌ متجذرٌ في الرجاء. هذا ما يُحيي الطيبة، قرية في الضفة الغربية في دولة فلسطين، حيث سيتم تدشين مبادرات "ليالي عيد الميلاد" في كنيسة السيد المسيح الفادي اللاتينية. بعد إقامة صلاة مسكونية لإشراك الطوائف المحلية الأخرى (الروم الارثودكس والروم الملكيين الكاثوليك)، سيتم إضاءة مشهد المهد في ساحة القرية، يليه حفل افتتاح خيمة تم نصبها لتنفيذ النشاطات المُقررة.
في هذه البلدة الفلسطينية ذات الأغلبية المسيحية، والتي تهتز بين الحين والآخر بفعل عنف المستوطنين الإسرائيليين، يبدأ هكذا انتظار عيد الميلاد، ليعود بصيصٌ من النور على الرغم من المضاض. مع انتشار الزينة على طول الشوارع وحتى على واجهة الكنيسة، تستعد أيضاً قلوب المؤمنين لهذا العيد مستلهمين من شعار الحدث: "عيدنا... حكاية أرض". يهدف هذا الشعار (الموضوع) إلى تسليط الضوء على الصلة الوثيقة بين ميلاد يسوع والأرض التي شهدت ميلاده، تلك الأرض التي لا تزال تعاني من ويلات الحرب في قطاع غزة ومن الغارات في الضفة الغربية، وهي الأرض المتعطشة للسلام. سكان الطيبة يعلمون هذا جيدًا، فقد شهدوا قبل أسابيع قليلة تدمير المباني والسيارات، والحرائق، وتلف محاصيلهم على أيدي المستوطنين.
يشرح الأب بشار فؤادله، كاهن رعية الكنيسة اللاتينية في الطيبة، أن "ليالي عيد الميلاد" هي "وقتٌ للاحتفال لجميع العائلات، وقتٌ ينشر البهجة، ويعيدنا إلى جذور فرحنا". على مدى عدّة أيام، تتحول قرية الطيبة إلى "مساحة نابضة بالحياة، حيث تتراقص الألوان مع الموسيقى، وتتداخل الألعاب مع ضحكات الأطفال، وترحب الأسواق بالزوار". يتابع الأب فؤادله، "تمتلئ الساحات بالعروض الفنية وورش عمل الأطفال والفعاليات الثقافية والاجتماعية". ويضيف، "إذا كان عيد الميلاد قد حلّ هنا، في أرض يسوع، فنحن أبطال هذا العيد".
ويوضح كاهن الرعية: "ليالي الطيبة ليست مجرد فعاليات، بل هي تجربة تُخاطب جميع الحواس، حيث تُصدح أصوات ترانيم الميلاد في الأجواء، وتفوح روائح حلويات الشتاء في الشوارع". إنها مبادرة تهدف إلى توحيد الصغار والكبار في انتظار ميلاد الطفل الذي يولد من جديد كل عام في قلوب المؤمنين. ويؤكد الأب فؤادله أن التجمّع في شوارع المدينة في هذه الليالي "يعني كتابة فصل جديد في تاريخ هذه الأرض والاحتفال بعيد الميلاد على طريقتنا الخاصة، على طريقة تُشبه الطيبة وأهلها وفرحها". في مكانٍ تتقيّد فيه الحياة بسبب الإغلاقات المتكررة والحواجز العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي، والتي تزايدت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تكتسب مبادرات عيد الميلاد هذه معنىً أكثر تميزًا. أمّا ما يرغب سكان المدينة في تقديمه فهو رسالة صمود ورجاء تنبع من أرضٍ تُعاني لكنها لا تنكسر. ويضيف كاهن الرعية اللاتينية في الطيبة: "الإيمان يولد من قلب الجراح، ويُثمر سلامًا ورجاءً على الرغم من قسوة الظروف".
 

10 ديسمبر 2025, 14:00